أساليب الاسترخاء والتأمل واليوغا لتحسين الصحة النفسية

نتعرض يومياً لكثير من الضغوطات سواء في المنزل أم العمل، وهذا يدفعنا إلى البحث عن أساليب وطرائق للتخلص من التوتر والضغط اللذين يؤثران في صحتنا النفسية تأثيراً سلبياً.



المقال الآتي مخصص للحديث عن أساليب الاسترخاء والتأمل واليوغا لتحسين الصحة النفسية، فإذا كنت من الأشخاص الذين يبحثون عن طرائق للتمتع بحياة أفضل وأقل توتراً وقلقاً، وفي حال كنت تعاني من مَرَض معيَّن وتبحث عن أسلوب للاسترخاء، وإن كنت من الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة أو من هؤلاء الذي يعانون من ضغوطات اجتماعية، ما عليك إلا متابعة القراءة لتستكشف معنا أساليب وطرائق للتأمل والاسترخاء تحسِّن صحتك النفسية، وتخفف عنك كثيراً من الأعباء النفسية.

أولاً: جرِّب أساليب الاسترخاء هذه لتخفيف التوتر

نبحث جميعاً عن طرائق للتحكم بالتوتر الذي نشعر به يومياً، وتعد أساليب الاسترخاء من الطرائق الناجحة والفعالة في الحد من التوتر وتخفيف آثاره، فلا يحتاج تعلُّم أساليب التوتر منك إلى كثير من الوقت أو الجهد، حتى إنَّ معظم هذه الأساليب مجانية أو قليلة التكلفة، كما أنَّ ممارستها لا ترتبط بمكان أو زمان محددين، ويمكن لهذه الأساليب مساعدتك فعلياً للتخلص من التوتر الذي تشعر به، سواء أكان توتراً ناتجاً عن مشكلات صحية مثل أمراض القلب، أم توتراً ناتجاً عن ظروف الحياة اليومية ومشكلاتها.

ما هي أساليب الاسترخاء التي يمكن ممارستها؟

يوجد العديد من أساليب الاسترخاء، بعضها يمكنك أن تتعلمه بنفسك، وبعضها يتولى الطبيب النفسي أو المعالج تعليمك إياه، وعموماً أساليب الاسترخاء تعمل على توجيه اهتمامك إلى الأشياء التي تعطيك راحة وهدوءاً، وتبعد عنك القلق.

فيما يأتي سنقوم بتعداد أساليب الاسترخاء:

1. الاسترخاء التلقائي:

سمي هذا الأسلوب من أساليب الاسترخاء بالتلقائي؛ وذلك لأنَّه يصدر منك أنت؛ أي من داخلك، ومن خلال هذا الأسلوب تستخدم وعيك وإحساسك بما تعانيه من توتر لضبطه والتخلص منه، كما يستطيع الإنسان في هذا النوع استخدام التخيل مثلاً أو تكرار العبارات التي تساعده على الاسترخاء والهدوء.

مثلاً قد تعاني من توتر قبل صعودك إلى المسرح لإلقاء كلمة، وفي هذه الحالة ستكون واعياً للتوتر والقلق الذي تشعر به، وستبحث عن طريقة للاسترخاء، فتلجأ مثلاً إلى تكرار عبارات تشعرك بالهدوء والطمأنينة، كأن تقول: "أنا قوي"، "أنا شجاع"، كما يمكنك أن تتخيل أنَّك في مكان آخر تشعر فيه بالأمان والطمأنينة، وكل هذا سيساعدك على ضبط مشاعرك وتهدئة نفسك.

2. استرخاء العضلات التدريجي:

يتم في هذا النوع من الاسترخاء التركيز على شد كل مجموعة عضلات على حدة، ثم إرخائها، كأن تقوم مثلاً بشد العضلات في أصابع القدمين، ثم إرخائها، ثم تنتقل إلى عضلات أخرى، وهكذا حتى تصعد تدريجياً إلى العنق والرأس، كما يمكنك أن تقوم بشد كل مجموعة من العضلات لمدة 30 ثانية، ويمكنك أن تبدأ بعضلات الرأس والعنق والهبوط تدريجياً، ويفضل القيام بهذا الأسلوب في مكان هادئ وبعيد عن مصادر الضجيج والمشتتات.

3. التخيل:

يمكنك استخدام التخيل للانتقال في خيالك من المكان مصدر القلق إلى مكان يسوده السلام ويعمه الهدوء، من خلال تكوين صور وخيالات داخل عقلك، وحتى يكون الأسلوب ناجحاً، حاول أن تجمع بين أكبر عدد من الحواس معاً، مثل الشم والسمع والبصر واللمس، واختر مكاناً هادئاً، وأغلق عينيك، واذهب بأفكارك إلى حيث تريد.

فوائد أساليب الاسترخاء:

القيام بأساليب الاسترخاء السابقة يساعدك على تحقيق عديد من الفوائد، وسنذكر فيما يأتي أهم هذه الفوائد:

  1. في حال كنت تعاني من مشكلات قلبية، يساعد اتباعك لأساليب الاسترخاء السابقة على التخفيف من سرعة ضربات القلب.
  2. التحكم بعملية التنفس وضبطها.
  3. قد يسبب التوتر ارتفاعاً في ضغط الدم، وعند القيام بالاسترخاء، سيتم خفض ضغط الدم حتى يعود إلى طبيعته.
  4. ضبط السكر في الدم.
  5. يسبب التوتر مشكلات في عملية الهضم، ومن ثم سيساعد الاسترخاء على تحسين عملية الهضم.
  6. التخفيف من مشكلات النوم والأرق، وتعديل المزاج، والتخفيف من الشعور بالإرهاق والغضب والإحباط.
  7. التخفيف من شد العضلات وتوترها.
  8. زيادة الثقة بالنفس وتعويد الشخص على التفكير الإيجابي وحل المشكلات.

من الجدير بالذكر أنَّك مع الوقت ومع الممارسة، ستصبح قادراً على الإحساس باللحظة التي يجب عليك التدخل والقيام بتمرينات الاسترخاء؛ إذ يزداد شعورك بتوتر العضلات وكل الأعراض التي ترافق إحساسك بالتوتر، ولهذا فائدة كبيرة في الحفاظ على هدوئك وعدم خروجك عن السيطرة.

شاهد بالفيديو: 10 أمور مذهلة تحدث للجسم عند الاسترخاء

ثانياً: كيف يساعد التأمل على تحسين الصحة النفسية؟

يتم الاعتماد على التأمل بوصفه وسيلة هامة من وسائل التحكم بالقلق، فالحاجة إلى تقديم الدعم النفسي والعاطفي باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى، ويرجع هذا إلى العديد من الأسباب أهمها طبيعة الحياة المعاصرة التي تعتمد على السرعة في كافة مجالات الحياة، وهذا ما يجعل الإنسان دائماً في حالة قلق وتوتر، وهذا يدفعه إلى البحث عن أساليب جيدة وفعالة للحد من هذه المشاعر، والحفاظ على الصحة النفسية قدر الإمكان.

بهذا يمكننا القول إنَّ التأمل يساهم إسهاماً كبيراً في تحسين الصحة النفسية للإنسان، من خلال ما يمنحه من سلام وهدوء للنفس، وهذا ما ينعكس حقيقة ويظهر في جميع جوانب الحياة، فالتأمل هو الأسلوب الذي يعتمد على التركيز في فكرة معينة أو نشاط أو حتى شيء ما، وقد تم الاعتماد على التأمل في كثير من الحضارات القديمة بصفته وسيلة علاجية، فقد ظهرت قدراته العلاجية على الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو أمراض القلب أو ضغط الدم.

كيف يحسن التأمل الصحة النفسية؟

يحفز كل من القلق والاكتئاب الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب واضطراب القلق، وقد أثبت التأمل فاعليته في منع الأفكار السلبية التي تراود الإنسان، وفي تهيئة الدماغ للمواقف الصعبة؛ إذ يساعد التأمل على تفريغ الشحنات السلبية المسببة للقلق، وعلى زيادة تركيز الدماغ، فهو من أفضل الطرائق المساعدة على الشعور بالهدوء والطمأنينة.

لا يتوقف تأثير التأمل على جلسة التأمل التي نقوم بها؛ بل إنَّه يغير طريقتنا في التفكير عموماً، ويزيد من وعينا للمشكلات التي نعاني منها، كما ينمي لدينا الخيال، ويزيد قدرتنا على الإبداع، ويعلِّمنا الصبر والتسامح، وهذا ما ينعكس بطبيعة الحال على مشاعرنا الداخلية، ويمنحنا السكينة والأمان، إضافة إلى هذا كله، يتم الاعتماد على التأمل في كثير من الحالات الطبية الناتجة عن الإجهاد.

أفضل التأملات:

يمكن القيام بالعديد من التأملات لتخفيف القلق وتحسين الصحة النفسية، وسنقوم فيما يأتي بذكر بعض هذه التأملات:

1. التركيز:

يساعد التركيز على تحرير العقل وتخليصه من الأفكار والمخاوف التي يشعر بها، ويعد التركيز أحد أشكال التأمل، ويعتمد اعتماداً أساسياً على التركيز في شيء ما لزيادة الانتباه والحفاظ على الوعي؛ لذا يمكنك أن تركز على شي معيَّن، أو فكرة تحبها وتشعرك بالسلام.

2. تأمُّل التنفس المريح:

يعتمد هذا الأسلوب في التأمل على التنفس بشكل بطيء وعميق، لتوسيع الرئتين والتقليل من الضغط الواقع على عضلات رقبتك وكتفيك، إضافة إلى أنَّ كمية الأوكسجين الوافرة التي يأخذها الجسم في أثناء عملية التنفس، تساعد على تجديد الطاقة وتحسين طريقة التفكير.

إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من الضغوطات النفسية وتبحث عن طرائق وأساليب للاسترخاء وتحسين صحتك النفسية، فابدأ دون تردد بممارسة التأمل، ففي البداية قد تحتاج إلى مكان هادئ وبعيد عن الضجيج لممارسة التأمل، ولكنَّك مع الوقت ستكون قادراً على ممارسة التأمل، حتى لو كنت في أكثر المواقف العصيبة في حياتك.

إقرأ أيضاً: 15 تقنية للتنفس تساعدك لتكون حاضراً ذهنياً

ثالثاً: كيف تساعد اليوغا على تحسين الصحة النفسية؟

يلجأ كثير من الناس إلى ممارسة اليوغا بصفتها إحدى الوسائل الهامة للتخفيف من ضغوطات ومصاعب الحياة، وأيضاً بسبب فوائدها للصحة النفسية والجسدية، وقد تم إدراج اليوغا في بعض المستشفيات ضمن برامج تحسين الصحة النفسية والعقلية.

فيما يأتي سنتعرف إلى فوائد اليوغا النفسية:

  1. تساعد اليوغا على التخفيف من القلق والاكتئاب، ويرجع هذا إلى دورها في تعليم الشخص كيف يتنفس بعمق، وكيف يسترخي، وهذا ما يساهم في تهدئته، ويخفف من ضغط الدم، ويعطي الجسم الطاقة، وينشط الدورة الدموية.

مع الوقت والممارسة سنتمكن أكثر من التحكم بردود أفعالنا، كما سنكون أكثر كفاءة في التعامل مع مشكلاتنا وضغوطاتنا النفسية، وهذا ما ينعكس إيجاباً على الصحة النفسية، فإذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من القلق والتوتر أو حتى من الاكتئاب، فسيكون لتعلُّم اليوغا وممارستها دور كبير في تحسين صحتك النفسية.

  1. تُعلِّم اليوغا الشخص كيف يصفي ذهنه ويركز، وهذا ما سينعكس على حياته اليومية، فتقوى ذاكرته وتزداد قدرته على التركيز.
  2. تعد ممارسة اليوغا إحدى الطرائق المساعدة على الاسترخاء والهدوء، ومن ثم النوم.
  3. ممارسة اليوغا بانتظام لها دور كبير في مساعدة الشخص على التحكم بتقلبات المزاج ونوبات الغضب والانفعال.
  4. ينصح كثير من المتخصصين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة، أو الأشخاص الذين يرون أحلاماً مزعجة بممارسة اليوغا؛ وذلك لأنَّها تساعد على التخلص من الضغوطات والأفكار السلبية.
إقرأ أيضاً: 6 نصائح مهمة للحصول على الإسترخاء

في الختام:

تعلُّم أساليب الاسترخاء والتأمل واليوغا لتحسين الصحة النفسية من الأمور التي يجب على كل شخص فينا أن يضعها في باله؛ وذلك نظراً لتأثيرها الإيجابي في حياتنا، فمن خلالها سنكون أكثر قدرة على إدارة الضغوطات اليومية التي تواجهنا، كما ستساعدنا على تفريغ الطاقة السلبية التي نشعر بها، وعلى التخفيف من القلق الكفيل بتحويل حياتنا إلى كابوس لا يطاق إن لم نتعامل معه بالشكل الصحيح.




مقالات مرتبطة